هدوء نسبى فى التحرير

هدوء نسبى فى التحرير ومظاهرات الشرطة والتضامن هى الباقية وسط الميدان
شهد ميدان التحرير هدوءاً نسبياً عن الأيام الماضية، حيث تم تسيير السيارات فى الميدان بشكل اعتيادى، والذى شهد لأول مرة عدداً من المظاهرات الفئوية.

وبدأت أعمال النظافة فى الميدان وتجميل الحدائق وإعادة زراعتها ودهان الأرصفة وعلامات المرور على الأسفلت.

وعلى صعيد الاحتجاجات، دخل مئات من رجال الشرطة المصرية بزيهم الرسمى وبملابس مدنية ميدان التحرير فى وسط القاهرة لإبداء تضامنهم مع المحتجين الذين أطاحوا بالرئيس حسنى مبارك.

وذكر شهود أنهم كانوا يلوحون بأعلام مصر ويرددون هتافات «الجيش والشرطة والشعب إيد واحدة». وقال رجال الشرطة إنهم يريدون تكريم شهداء الثورة.

وتأتى مسيرة رجال الشرطة بعدما حاولت الشرطة العسكرية وجنود الجيش تفريق بضع عشرات من المحتجين كانوا يعتصمون بقلب ميدان التحرير الذى شهد اشتباكات عنيفة حين حاولت الشرطة تفريق التظاهرات التى بدأت فى ٢٥ يناير.

وقال الملازم أول محمد مستكاوي: نحن مع الشعب ونطلب منهم ألا ينبذونا، فنحن لسنا أعداء. وأضاف: نحن فى زورق واحد، والنظام السابق أساء معاملتنا أيضاً، وقتل عدداً كبيراً من ضباط الشرطة مع آخرين أثناء الثورة.

وقال ضباط شرطة من ذوى الرتب الصغيرة والمتوسطة إنه جرى تصويرهم بصورة ظالمة كخونة وأعداء للشعب، وقال أمين الشرطة صلاح محمد، يعمل فى الداخلية منذ ١٥ عاماً، إن ذوى الرتب العالية فاسدون، مضيفا أن ذوى الرتب الصغيرة والمتوسطة يعانون من نفس مشاكل المصريين من مرتبات ضعيفة وإذلال وانعدام الحرية.

وقال الملازم عبدالرحمن شوقى وسط ترديد رجال الشرطة المحتجين والمدنيين السلام الوطنى إنهم فى الميدان لتكريم الشهداء والجيش والشعب المصرى.

وذكر الشرطى محمد عبدالهادى، يعمل فى الداخلية منذ ٢٠ عاماً، إن الوزارة أفسدت رجال الشرطة وعلمتهم قمع الناس إلى أن أصبحت كراهية الشرطة هى الوضع الراهن، مضيفا: هذا وضع ظالم لكثير من ضباط الشرطة الشرفاء.

بالمقابل، وقعت بعض الاشتباكات بين المحتجين من رجال الشرطة ومواطنين اتهموهم بمحاولة القفز على الثورة، ومع توجه المتظاهرين من رجال الشرطة إلى مبنى وزارة الداخلية.

وعبر عدد من ثوار التحرير عن غضبهم من إزالة صور الشهداء من ميدان التحرير، قائلين ما هو الضرر الواقع على الدولة من استمرار تعليق صور الشهداء، لتذكر الجميع بتضحيات الشباب بحياتهم من أجل الحرية ورحيل النظام الفاسد. وتم نقل النصب التذكارى للشهداء من منتصف الميدان إلى جوار المتحف المصرى، وسط حضور المئات من المارة لقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء.

ومروريا، انتشر أفراد الشرطة المرورية بشكل مكثف، فى محاولة لإعادة السيولة المرورية إلى طبيعتها